يوسف الحبشي - عمود أبجديات جريدة البيان
تم نشر عمود جميل وراقي بقلم الإعلامية الفاضلة الأستاذة عائشة سلطان بتاريخ 31 يناير في جريدة البيان.
لا أستطيع إخفاء فرحتي الغامرة بما ذكر كما لا أخفيكم تخوفي من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي الآن...
فهؤلاء وضعوا نصب ثقتهم بجهدي.. وعلي أن أكون موضع هذه الثقة الكبيرة بإذن الله تعالى...
شكراً لك ولقلمك أستاذتي الكريمة..
===========
يوسف الحبشي
بقلم عائشة سلطان
حين دخل إلى مكاتب مجلة الناشيونال جيوجرافيك العربية بأبوظبي، مثقلاً بالصور والشغف، لم يخطر ببال يوسف أنه سيتمكن من إبهار محرريها فما باله بمحرري واشنطن الكبار الذين لطالما اطلعوا على أعظم الصور التي نالت شرف اختيارهم، فتصدرت بفضل ذلك الاختيار صفحات المجلة الأكثر علمية وعراقة في العالم، لم يخطر بباله أن يلفت نظرهم أبداً، لكنه اقتطف الدهشة من عمق قلوبهم بصوره الباهرة!
لقد فعلها الشاب الإماراتي (يوسف الحبشي) المسكون بعشق التصوير وعيون الحشرات، فعلها وجعل كبار محرري الناشيونال جيوجرافيك في واشنطن يطيرون فرحاً، يضربون بقبضاتهم على مكاتبهم صارخين على الطريقة الأميركية «نعم، إنها مذهلة» وفي الحال طلبوا من إدارة تحرير النسخة العربية في أبوظبي أن يفردوا لصوره المزيد من المساحة والمزيد من الصفحات فالصور أكثر من مدهشة!
فيما بعد اختارت المجلة العريقة تلك الصور لتتصدر موقعها العالمي ولتحظى بفرصة مشاهدة ملايين المشتركين والمتابعين حول العالم، بذلك أصبح الإماراتي «يوسف الحبشي» مصوراً عالمياً محترفاً وصاحب مشروع متخصص، خطا إلى العالمية بثقة واحتراف من بوابة الشغف بالكاميرا وبعيون الحشرات التي صار عالماً بكل تفاصيلها وأماكن تواجدها ودورات حياتها وغرائبها، عبر حرفة اشتغل على تطوير أدواته فيها وبذل الكثير من الوقت والمال ليصل إلى ما وصل إليه!
إذا أتيح لكم أيها القراء الاطلاع على عدد ديسمبر من المجلة فلن تتمالكوا أنفسكم من إبداء الكثير من علامات الدهشة أمام دقة واحترافية تلك الصور، كما أنكم لن تتوقفوا عن تسبيح الخالق طويلاً وأنتم متسمرون أمام إعجاز خلقه العظيم من خلال عيون أنواع مختلفة من الحشرات ستبدو لكم بطريقة التصوير المتناهي الدقة في غاية الإبهار والرهبة!
أما الذين فاتهم ذلك العدد من المجلة فإنه يتوجب أن لا يفوتهم العدد المقبل، والذي ستتصدر إحدى صور (يوسف) غلافها لأول مرة! إن الثابت في أعراف تحرير المجلة أن الإدارة الرئيسية في واشنطن تختار ستة أغلفة كحد أقصى ترسلها إلى إدارة النسخة العربية في أبوظبي تاركة لهم اختيار أحد تلك الأغلفة بما يتسق وثقافة المجتمع، لكن ولأول مرة تختار إدارة واشنطن غلافاً أرسلته إدارة المجلة من أبوظبي ومن تصوير مصور إماراتي تحديدا! إنها صورة من مجموعة (يوسف) بالتحديد!
الشغف يقود صاحبه إلى عوالم مدهشة، يقوده لأن يحب كل ما يفعله، يقوده من يده ليهديه أسرار الإبداع والدقة والجمال، يهون عليه كل شيء ليجعله لا يرى سوى الكمال والاتساق، (يوسف) صنعته تصوير عيون الحشرات التي لطالما سمرته أمام عظمة إعجاز الله مدفوعاً بالشغف والإتقان.
صورة غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية لعدد فبراير 2016
