top of page
  • Adeeb Alani

على ذمتي.. بقلم أديب العاني

الأستاذ والفنان أديب العاني كان قد خصني مشكوراً بطرح قراءة جميلة من خلال زاويته المميزة "على ذمتي" والتي تنشر تباعاً عبر صفحته بالفيسبوك. كل الشكر لوقته الثمين ولقلمه الذهبي

على ذمتي

في معرض الفنان الاماراتي يوسف الحبشي:

25 مخلوق غريب يغزو جامعة نيويورك في ابو ظبي

من الجميل جدا ان نجد التخصص في موضوع واحد يحمل هوية ولمسات الفنان الفوتوغرافي العربي وما تحمل هذه الهوية من اساليب ذكية توقد لهيب ومشاعر الجمهور المتذوق لفنون الصورة ومجالاتها المتعددة .

ان التخصص النوعي عند اي فنان يحمل طابع التركيز عند حدود اهتمامه الذي يدركه ينبغي ان يكون بعيدا عن تجاذبات ومتقلبات التشتت ليقود المتابع للتركيز الذهني على نمط محدد المفاهيم ليسترشف من مادة المعروض نكهة طيبة المذاق تنساب نحو حاسة العين التي تعشق كل جديد لتستلهم ذوائق بصرية تطلق العنان لفصولٍ أبت إلا أن تكون حديث الساعة عند المتلقي من الجمهور.

جانب من الحضور

الفنان الاماراتي يوسف الحبشي وفي روايته الفوتوغرافية الاولى التي عرضها في معرضه الشخصي في جامعة نيويورك في ابو ظبي تجمعت وتوحدت عبر نتاج عينه الذكية وفكره الخصب بعد ان قدم من خلال هذه الرواية لحنا ضوئيا ، فنيا مميزا في جمال قصصها المكونة من (25) صورة فوتوغرافية من القطع الكبير وهي باكورة اضمامة معرضه الفوتوغرافي المتخصص في مجال " الماكرو " لترسم الذهول على وجوه من حضر حفل افتتاح المعرض وارتجفت اليها العيون والقلوب لما ضمته من وقائع حيّة تروي لنا حكايات وحكاية عن ابداع الخالق جلّ وعلا في مخلوقاته " سبحانك اللهم ".

انها مشاهد لاعمال أقل ما يقال عنها انها {{{ رهيببببببببببة }}} بإمتياز لما يحمل كل عمل من بينها من بصمات سحرية ترجمت بعمق فلسفة علمية، فنية بتقديرٍ عالٍ عبرت عن احساسٍ مرهف امتاز به الفنان القدير يوسف الحبشي الذي قدم فصلا واحدا من فصول الجزء الاول لبانوراما ضوئية لكائنات حيّة تعتاش معنا ، بل والكثير منها يتغذى على دمائنا واجسادنا!

ما رأيته من اعمال لمخلوقات غريبة هي بعيدة كل البعد عن التركيز اليها في حياتنا اليومية كمصورين لربما لسبب يعود لعدم التخصص في هذا المجال وهو التخصص الاصعب ضمن تخصصات التصوير تحت الماء والتصوير الصحفي وحياة البراري. والسؤال الاول الذي توجهت به للمبدع الفنان يوسف الحبشي من بين سؤالين فقط . لماذا اخترت لنفسك عزيزي يوسف هذا النوع من التصوير ؟ هنا ردّ علي بالقول ـــ (( الاختيار عندما يكون مدروسا او مخططا له بإتقان هو لما يضمه هذا العالم الدقيق والخفي من تفاصيل لايدرك حيثياته الا الباحرون في فلكه ، اضف الى ذلك ان عدسات الكاميرات العادية لاتستطيع الخوض في كسر واختراق هذا الحاجز المتين بيسر على الاطلاق ، كما ان امتلاكي لاول عدسة ماكرو في بداية مشواري المتخصص هذا بدأ بالولوج لهذا العالم الرهيب والمبهر . وما بين جميل وغريب فإنه لابد لك وان تتمالك الجرأة وسرعة اتخاذ القرارلكي تُسبح للخالق وتحمده على صنيع خلقه ودقة صناعته في صغائر مخلوقاته " اللهم لك الحمد " ومنذ ذلك الحين ولحد يومنا هذا اسعى جاهدا للحصول على المزيد من العدسات والاكسسوارات لمساعدتي في كشف المزيد عن هذا العالم الخفي والجميل من صنع خالقنا عزّ وجل )) ـــ

للامانة ان ماشاهدته عيني وانا اضع خطواتي الاولى عند بوابة معرض الفنان يوسف الحبشي وعبر رؤية شاملة استعرضت من خلالها عيناي اروقة جدران المعرض شعرت بنوعٍ من الرهبة وكأن هنالك ثمة مخلوقات غريبة قد غزت جامعة نيويورك في ابو ظبي حيث العيون الواسعة تلك التي تحيط بها انسجة قد حيكت بشكل متناغم رهيب جدا من خلق رباني تكسوها شعيرات دقيقة بارزة المعالم مع مخالب وافواه لانرى مثيلها الا في افلام الرعب تلك التي يتم صناعتها عبر دوبلاج يضع سيناريوهاتها العاملون المتمرسون في صناعة مثل هذه الافلام تحديدا فما بالك وانت ترى 25 عملا مميزا لايشبه احدهما الاخر على الاطلاق وانما لكل عمل يحمل قصة صنعتها عين واعية مقتدرة وفكرا سخر تماما للتفرغ لهذا العمل المبدع والشاق ذلك الذي تفرغ عليه بكل احاسيسه ومشاعره الفنان الحبشي الذي اكد عبر اجابته على السؤال الثاني والاخير ـــ {{{ ان ماتشاهدوه من الاعمال ال 25 هي حصيلة جهد 4 سنوات من الجهد والمتابعة والتركيز الشاق بشكل مستمر منذ عام 2012 ولغاية يومنا هذا وان هنالك الكثير والكثير جدا من الاعمال لازالت اسيرة الجهاز ولم ترى النور لحد الان كما انني لا اخفيكم سرا ان العمل الواحد قد يستغرق مني في احايين كثيرة اكثر من خمسة ايام من العمل حتى يكتمل عندي الموضوع للصورة الواحدة بشكل نهائي بعيد عن اساليب اضافة او حذف اي عنصر للصورة لان في ذلك تعبيرا عن عدم مصداقية المصور عند عرض مثل هكذا اعمال ويعرض سمعته الى الخطر.

البرفسور كلاود وشرح لحساسية عين ذبابة الفاكهة للضوء خلال المعرض

التلاعب في هذا النوع من الاعمال غير مسموح به على الاطلاق في فكر الفنان يوسف الحبشي . كما ان اختيار نوع الاضاءة المسلطة على الاعمال اعطى بشكل رائع وملفتٍ للنظر لمسات ساحرة من الهيبة والجمال .

تحليلي الشخصي ان الاطار البسيط الذي يؤطر ويحيط بالعمل تم اختياره بعناية فائقة ايضا لكي لايسرق قوة الموضوعات تلك التي قدمها الفنان يوسف الحبشي في معرضه المتميز بتقدير عالً انما كان العمل المعروض هو السمة البارزة في رؤية هذا الفنان الذي قدم لنا انموذجا راقيا من الجهد والفن والفكر كي نستمتع بصحبة المايسترو الفنان يوسف الحبشي لسيمفونية ضوئية رائعة عن التفاصيل التي قدمها الينا هذا الفنان عبر لوحاته لبعض من هذه الكائنات التي تعتاش على كوكب الارض .

ختاما لابد من الاشارة الى ان عدد من هذه الاعمال كان لها السبق في ان تكون اغلفة مميزة لاشهر مجلات العالم الا وهي ناشيونال جيوغرافيك.

الفنان يوسف آل علي

قالوا عن معرض الفنان يوسف الحبشي:

الفنان علي بن ثالث: {( انا سعيد جدا ان مصور اماراتي قد وصل لهذا العمق في موضوع الماكرو ، خلف كل صورة هنالك علم موجود وبقوة للمصور يوسف الحبشي ولولا هذا العلم الذي يمتلكه الفنان الحبشي لما ظهرت الصور بهذه الجودة . الحبشي قطع طريقا طيبا في هذا النوع من التصوير " الماكرو " والمعرض كان مبهرا بمستوى اماراتي وعربي وباقتدار عالٍ وعندما توجهت اثناء حديثي ببعض الاسئلة للفنان الحبشي وجدت انه مطلع بشكل جميل على هذا العالم الغريب وهذا الامر بحد ذاته يعد ذو اهمية بالغة عند المصور لكي يحيط بفنه جوانب من الابداع والتميز )}.

الفنان يوسف آل علي: {( بحكم معرفتي المسبقة بالفنان يوسف الحبشي واهتماماته بأدق التفاصيل الفنية لهذا النوع من تصوير " الماكرو " فكان من المتوقع ان اشاهد هذه المجموعة المتميزة فنا واخراجا لوجوه غريبة ننكرها حتى وان كنا نشاهدها يوميا وبالرغم من معرفتي بالفنان الحبشي كما ذكرت ذلك الا انني تفاجئت بوجود لوحات حديثة بنمط جديد تعطينا وقتا لابأس به من التأمل لنغرق في تفاصيلها ومن بين ذلك قوة الالوان التي تضمها هذه المخلوقات ومن بينها العيون الصغيرة التي اصبحت بحجم عدسات التصوير ف سبحان الخالق .

*همسة : يوسف الحبشي فنان فوتوغرافي متخصص في فن الماكرو يعمل بصمت وهدوء اختط طريقه بنفسه لبلوغ اهدافه.. مسيرته دفعتني انا والكثير ممن يعرفونه من ان نفتخر بشخصه واخلاقه وفنه ، فهنيئا لك ابا يعقوب هذا السفر الجميل ايها المبدع.


حتى في رحلة تصوير جمعتني مع الفنان يوسف الحبشي في واحة ليوا الصحراوية الموسم الماضي كان لاينقطع من التأمل على ارضية الرمال الذهبية لعله يجد شيئا غريبا في هذا المكان وقد افلح

60 views
Featured Posts
Recent Posts
Archive
Follow me
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Instagram Social Icon
bottom of page